الخميس، 23 مارس 2017

عفوا سيّدتي، عفوا... (عبد الوهاب الطريقي: تونس)



عفوا سيّدتي، عفوا...
أنا ، آسف...
ليس في مفرداتي
كلمات باهتة
كلمات غريبة...
كلّ كلماتي واضحة
ليس فيها ظلال نخفي المعنى
ولا غموض مستعار
يسيء للمبنى
فلست وحدك علامة هذا الكون
ولا أنت شمس هذه الحياة
أعلم أنّ أشعّتك تضيء سطح القصيد
وتذيب فيها الجليد
لذلك يظلّ الشعر عندي
مترنّما بلغة الأطفال
لا تنسي يوما أنّنا كنّا طفلين
كنّا نركض خلف الفراش
كنّا نلهو وسط الحقول
كنّا نغنّي أناشيد تعلّمناها في المدرسة
كنّا نحفظ القصيد تلو القصيد
لعظام الشعراء
وكنّا نتسابق لاهثين
ليصل كلّ منّا الأوّل إلى المكتبة العمومية
كنّا نتسابق نحو المدرسة
حيث كنّا نتعلّم اللغة العربيّة
فلماذا أنت الآن سيّدتي
تركّبين الجملة الواحدة
بثلاث مفردات:
مفردة فرنسية
مع مفردة عربية
تليهما مفردة انجليزية
ما أجمل أن نتكلّم لغة عشقناها أطفالا
ونسيناها شبانا،
وتركناها كهولا،
ظنّا منّا أنّنا قد بلغنا بذلك
قمّة الحداثة
واستلمنا من الغرب...
مفاتيح الحضارة


(عبد الوهاب الطريقي: تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق