إن هي إلا أسماء ...!
................
رغم أنها لا تُعلَّل، فإن مُعْظَــمَ الأسماءِ تَسْتَمِدُّ معانيها من الأسماء نفسها، لا مِمَّن يُسمونها، ولو على سبيل التمني، منها ما قاله أبو يحيى عن ابنه: سميته يحيى ليحيىى، وسعيد وجميل ومخلص وأمين، ومؤمنة وتقية وعفاف وإيمان، وغير ذلك من الأسماء.
................
أما استغلالُ الاسم، في غير ما شُرِعَ له، أو تحريفه عن معناه، والانحراف به عن مضمونه، فليس حُجةً على الاسم، بقدرِ ما هو يُدينُ مَـنْ فعلوا ذلك، فالخمر، مثلاً ليست مشروباً روحياً، والزنى ليس حرية، والقتل الرحيم، لا علاقةَ له بالرحمة...!
................
والأمثلةُ على ذلك لا حَصْرَ لها، فقد عَبَدَ الكفارُ حِجارة، وسموها آلهة، هل أصبحت آلهة؟! وعبد غيرُهم الصورَ لتُقرِّبهم إلى الله زُلفى، هل قرَّبتهم؟! وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا، وقالوا وفعلوا وعملوا، لكنهم مُحاسَبون، دُنيا وأخرى، والله يُمْهِل ولا يُــهْـمِل.
................
أما عيد وثورة وذِكرى، فإنها تنكأُ جِراحاً، لكثرةِ الأعياد، التي تؤكد الرغبةَ في تكريسِ العكس، وذِكرى ظاهرها الاحتفال بمقتول، لكنها تُذكِّر بفكرة استغلال الثورات مِن قبل مَنْ قامت ضدهم، أما اجتماع الثلاثة معاً فهو كخلط الماء والزيت والنار...!
................
العيدُ فرح، والفرحُ لا يكونُ إلا بوفاقٍ وسلام، بين الجميع، وقبل ذلك مع النفس، والثورةُ كانت ومازالت وستظل، وقودَ الحرية، وأكسجين الحياة، مهما حاولُ الطغاةُ تلويثَــها، أو تلوينَــها، أما الذِّكرى، فالشهداءُ أحقُّ بها، لأنهم أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون.
................
محمــد عبــد المعــز

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق