الجمعة، 10 فبراير 2017

♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ أمانه عليك ياليل طول وهات العمر من الأول ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى




♠ القصة القصيرة

♠ أمانه عليك ياليل طول وهات العمر من الأول

♠ جلس في مكتبه يقرأ في مذكراته ، فقد تعود منذ إتقانه للكتابه أن يكتب مذكراته ، كانت في بداية الأمر سطور قليلة وعبارات قصيرة ، إلا أنها كانت رغم بساطتها وقصرها ، تعكس ما يدور في نفسه ، وجد أنه كان يكتب عن كل شئ يحيط به ويصل اليه نظره وفكره ، كتب عن بائع الفول الذي كان يقف بعد الفجر على الناصية المقابلة لبيته وينادي بصوته الحنون ، ( إن خلص الفول أنا مش مسئول ) ، وكتب عن بائع للشاي وقد إتخذ من زاوية في الشارع مقراً له يبع منه الشاي ، حتى بنت الجيران الحبيبة الخالدة في وجدان كل شباب جيله ، والتي كانت تقف في البلكون بدلال لافت ، يأخذ بألباب العاشقين الصغار كان قد كتب أيضاً عنها ، وكتب عن العلاقات بين الجيران وكيف إذا حضر عريس لأي بنت من بنات الجيران ، كان الجميع يسرع الي بيتها ، ويسأل عن الناقص حتى يكتمل ، وكيف حَمْلته أمه الطقم الصيني الغالي ، لكي يوصله الي الشقة المقابله لأن الليلة عريس سيأتي الي أنجيل الرقيقة ، وكيف كان الجيران يجتمعون في بيت أحمد أفندي ، موظف الأوقاف حتى يتم مصالحته على زوجته التى كانت على خلاف دائم معه ، وكيف تأخذ الجيران أولاد للساكن الذي أجبرته الظروف للسفر الي بلدته للعزاء في قريب ، وكيف إجتمع كل سكان العمارة في الكنيسة القريبة من المنزل ، يوم وفاة ماري بنت اسحاق أفندي بعد أن صدمتها سيارة أمام البيت ، وكتب حتى كلمات القسيس الذي تكلم في العزاء ، والحضارين أكثرهم مسلمين بما فيهم الشيخ عبد الرازق شيخ الجامع بجلبابه المميز ، قال القسيس هذه مصر التي نعرفها ونعيش فيها ويتسع قلبها لنا جميعاً بالحب ، وكيف أرسلته أمه مع كل أولاد وشباب العمارة ليحولوا المياة من حنفية الجراج أسفل العمارة ، يوم أن قطعت المياه عن العمارة نيجة بعض الإصلاحات في الشارع الي السكان حتى لا يحتاج أحدهم مياه ، وكيف كان الجيران يتبادلون الكحك في الأعياد الإسلامية والمسيحية واليهودية ، وكيف كان استعارة البصل والثوم والزيت حتى الخبز من بعضهم البعض ليس عيب ولا يسبب الخجل ، حتى أن كلمة ( الناس لبعضِها ) كانت سائدة ، عندما يعترض أو يخجل البعض ، وكتب مرة أن لآخته قطه رومية كبيرة الحجم وكان الجزار الذي يأتي لهم باللحم يجمع بقايا تنظيف اللحم ويرسلها بعد العصر مع صبي له ، وكان ينادي من منور العمارة فإذا خرج له أحد يقول أكل الهانم القطه ، وكان أخته تأخذ هذه اللفه بالسبت بعد أن تعطيه ربع جنية ، وفي مرة بينما السبت ينزل إصطدم بيد جاره بالدور الثاني وكان في يدها قنينة عطر سقطت على الأرض وأنكسرت ، فلما قالت أخته لها أسف ، ردت الجارة وقالت فداء عيونك يا حبيبتي ، أخذت الشر وراحت ، كنا نعيش وكأننا في فيله تتكون من 40 شقة ، وكتب في مرة أن أمه أخذته للفررجي لشراء حمام كما كان هو وأخواته يحبه خصوصاً وهو محشو فريك ، ووجدت رجل يمسك بخمسة من أولاده ويريد أن يدفع بنفسه وأولاده تحت الترام لعجزعه عن الإنفاق عليهم ، مما دفع الأم يومها الي أن أفرغت كل ما معها من نقود في كيس النقود للرجل وقالت له إتقي الله ، وهو سيكفيك ، ورجع وأمه الي البيت بلا شراء ، مما جعله يفكر في هذا الأمر، أن يفضل الإنسان الأخرين على نفسه ، وظل يقرأ والإبتسامه لا تغادر وجه ، وأنته فجاءة لأغنية كانت قناة التليفزيون ( ماسبيرو زمان ) تذيعها للمطرب عبد العزيز محمود ( أمانه عليك يا ليل طول وهات العمر من الأول ) ، إتسعت إبتسامته وأغلق كتاب مذكراته.



♠ ا.د/ محمد موسى

 ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق